بقلم// ناصر مضحي الحربي
عندما تشتد وتيرة الحياة من حولنا، يصبح من الصعب التمييز بين ما يجري في الخارج وما نحمله داخل أنفسنا. لذلك، تصبح الفواصل ضرورية. فهذه اللحظات من التوقف ليست مجرد فواصل سطحية؛ بل هي بحاجة لتكون عميقة، تأخذنا بعيدًا عن المشاعر المتضاربة وذكريات الألم.
كثيرًا ما نركز على محاولات الهروب من مشاعرنا، لكن ما نحتاجه فعلًا هو مواجهة ما نخفيه في أعماقنا. حين نأخذ فاصلًا حقيقيًا ونتأمل في مشاعرنا، نفتح المجال أمام التعرف على الذات بشكل أعمق. هذه اللحظة من الهدوء في خضم الفوضى تمنحنا فرصة للتأمل في ما ساعدنا على النهوض وما يثقل كاهلنا.
الشجاعة الحقيقية ليست فقط في مواجهة العالم الخارجي، بل أيضًا في مواجهة ما نحاول تجاهله داخل أنفسنا. في معظم الأحيان، يكون الصمت هو المفتاح الذي يفتح الأبواب المغلقة، ويكشف عن الأعباء التي نرفض الاعتراف بها. لحظة التوقف هذه قد تكون هي البوابة التي ستمكننا من تحويل الضغوط إلى قوة دافعة نحو التغيير.
